يعطيك العافية يا أبشنب على هذه القصيدة الغنائية الجميلة للشاعر الحلنقي ، الشاعر المرهف ذو المفردات البسيطة الغنية بالمعاني الجميلة وكذلك استخدام الرمز في التعبير عن تلك الأحاسيس ، فهجرة العصافير هنا هي رمز لهجرة كل المغتربين الذين هاجروا من أرض الوطن في رحلة غير معروفة العواقب. فالمهاجر أو المغترب يعاني الكثير من فراق لوطنه ولأهله وأحبابه ويفقد الكثير في هذه الغربة. فهجرة تلك العصافير في موسم الشوق الحلو قد أحيت في نفس الشاعر الحلنقي احساس غريب غلبه أن يتحمله ، فقد رأي في تلك العصافير نفسه وهو يهاجر عن وطنه وأحبابه في وقت هم فيه أشد حوجة له وهو أشد حوجة لهم في رحلة يخاف فيها ضياعه كتلك العصافير التي تخاف على نفسها الضياع اذا هبت عليها رياح . والرياح هنا أيضا رمز وهي تشير الي تلك العقبات والمشاكل التي يواجهها المغترب في مهجرة كل يوم وكل ليلة فتقف عقبة في تحقيق نجاحه فيكون بذلك خسر الكثير بفشله في غربته وفقدانه لأهله وأصحابه وأحبابه..
ياسر ود عثمان