أعرف جيداً الأسلوب المناسب لي عند التعلم، دعني أرى أمثلة عملية ثم دعني اجرب وأفشل مرات ومرات وفي كل مرة سأتعلم شيئاً جديداً، هذه طريقتي في التعلم، أن أجرب وأفشل وأتعلم من فشلي.
حدث هذا في الكتابة فقد أخطأت كثيراً في الماضي وتعلمت من كل خطأ شيئاً ما، كذلك الأمر مع تقديم المحاضرات فقد كانت بدايتي مع كلمة لم تأخذ دقيقة ظننت فيها أنني سأموت من الخوف وكنت أرتعد وصوتي كان مهزوزاً، وكل شيء آخر تعلمته من خلال الممارسة وارتكاب الأخطاء.
في مجتمعاتنا وبالتحديد في المدارس والمؤسسات الأخطاء لا تقبل وقد يعاقب المخطئ، وعدم ارتكاب الأخطاء يعني بالتأكيد أن الشخص لن يكون مبدعاً، لا يعني هذا أن من يرتكب الخطأ هو شخص مبدع بالضرورة، بل يعني أن المرء إن لم يكن لديه استعداد لتقبل ارتكاب الأخطاء والتعلم منها فلن تكون لديه القدرة على ابتكار الأفكار المبدعة.
أسلوب التعلم من الأخطاء ليس نادراً بين الناس بل يمكنني أن أقول بأن معظم الناس يتعلمون بهذا الأسلوب، أنا وأنت وفلان كلنا نتعلم من أخطائنا، هكذا كنا في طفولتنا ولم يكن أحدنا يخشى من ارتكاب الأخطاء أو فعل أشياء سخيفة، لكن مع مرور السنوات يزداد الضغط على الإنسان لكي يكون رزيناً وعاقلاً وهذا يعني أن يسير مع التيار ولا يخرج عنه بأي شكل.
الخروج عن التيار يمكن أن يأتي بأشكال مختلفة، فمثلاً شخص يقيم حفلة زفاف بسيطة في منزله يعتبر خارجاً عن التيار في مجتمع تعود على البذخ والإسراف في حفلات الأعراس، أو حتى تصرف بسيط مثل النزول من السيارة والمشي إلى الدكان يعتبر خروجاً عن التيار بين فئة من الشباب يرون أنهم أكبر من أن ينزلوا من سياراتهم بأنفسهم لذلك لا يرون بأساً في إزعاج الحي بأكمله بمنبهات السيارات.
لكي نتعلم ولكي نبدع لا بد من ارتكاب الأخطاء، لا بد أن نقبل الأخطاء بل ونفرح بها لأنها ستعلمنا أشياء كثيرة، لا بد من إجراء تجارب مختلفة بأحجام صغيرة لكي نخطأ ونتعلم ولا يكون للخطأ نتيجة سلبية علينا أو على الآخرين، وعلى المجتمع تقبل من يخرج عن التيار بل على المجتمع أن يشجع الناس على فعل أشياء لم نعتد عليها، لكي نكسر عادات سيئة أو نكتسب عادات حميدة.
كم مرة يسقط الطفل قبل أن يتعلم المشي؟