منتدى العريباب (مدني)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى العريباب (مدني)

العريباب فى حدقات العيون
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المنقبيـــــــــن عن الاخطاء بقلم سليمان العوده

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ودعيسي14

ودعيسي14


المساهمات : 66
تاريخ التسجيل : 06/12/2008

المنقبيـــــــــن عن الاخطاء بقلم سليمان العوده Empty
مُساهمةموضوع: المنقبيـــــــــن عن الاخطاء بقلم سليمان العوده   المنقبيـــــــــن عن الاخطاء بقلم سليمان العوده I_icon_minitimeالإثنين يناير 19, 2009 9:04 pm

عندما يبحث الإنسان عن الأخطاء، ويكون ذلك ديدنه وعادته يقع في إشكالية تشرب الخطأ، ويصبح كأنه مغناطيس ترمي به في التراب فلا يلتقط إلا الران والحديد.

وهذا نمط تربوي واقع في المجتمعات، أو المدارس العلمية، أو المحاضن التربوية، ومنشؤه خلل في القصد والهدف، وجنوح في أصل التربية على إعطاء الفرد نفسه حق التصويب والتخطئة، مع الإسراف في ملاحظة الآخرين، وتتبعهم، وعد أنفاسهم، إضافة إلى شبهات مترسبة في أعماق النفس باتت وكأنها الحق الصراح.

ولو لم تكن نتيجة مَن دأْبه البحث عن الأخطاء إلا القاعدة الفيزيائية المشهورة: "لكل فِعْل رد فِعْل، مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه" لكفاه ذلك.

التغافل ليس إقرارا للخطأ

والتغافل عن الأخطاء ليس غباء أو سذاجة أو إقرار خطأ؛ فإن من يقر الناس على أخطائهم ليس فقيها، ومثله الذي يلاحقهم ويتابع أخطاءهم ويقسو عليهم، والفقيه بحق هو من جمع هذا وذاك.

يقول ابن الوردي:

تجنبْ أصدقاءَكَ أو تغافَلْ *** لهـمْ تظفرْ بودهم المبينِ
وإنْ يتكدروا يوما فَـعُذْرا *** فإن القومَ منْ ماءٍ وطينِ

ويسري ميزان الوسط بين التغافل والملاحقة في كل المعاملات حتى بين الزوجين، وفي الصحيحين في حديث أم زرع: " قَالَتِ الْخَامِسَة: زَوْجي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلاَ يَسْأَلُ عَما عَهِدَ".

يقول ابن حجر: يحتمل المدح بمعنى: أنه شديد الكرم.. كثير التغاضي.. لا يتفقد ما ذهب من ماله، وإذا جاء بشيء لبيته لا يسأل عنه بعد ذلك، أو لا يلتفت إلى ما يرى في البيت من المعايب، بل يسامح ويغضي.

المرء لا يسلم من الهوى

وغالبا ما تتحكم العواطف؛ فيتصرف الناس بإملاء منها، وأشد ما يكون هذا عندما يتعلق بالشرع، ورغم ذلك فالناس لا يحبون أن تُهان كرامتهم، أو يُستخف بهم.

ولما أجاز ابن عباس رضي الله عنه الدينار بالدينارين؛ قال له أبو أسيد الساعدي في ذلك، وأغلظ له، فقال ابن عباس: ما كنت أظن أحدا يعرف قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي مثل هذا.

والمرء لا يسلم من الهوى في الحكم على الآخرين إلا من رحم الله.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://cid-4457d32060a59602.skydrive.live.com/browse.aspx/jesoh
 
المنقبيـــــــــن عن الاخطاء بقلم سليمان العوده
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى العريباب (مدني) :: القسم العام :: المنتدى العام-
انتقل الى: