تشابه بين ضدين!!

تشابه بين ضدين

مع وجود الفارق الشاسع جداً بين حالة و حالة أخرى نقيضة حد التنافر، يمكننا أن نقارب بين أوضاعنا البائسة كشعوب مغلوبة على أمرها أمام جبروت طغاتها من جهة .. ومن جهة أخرى حال قبيلة الجن ممن عاشوا في ظل عرش نبي الله سليمان عليه و على نبينا السلام؛ و الذي كان يتجرد في بيت المقدس الشهر و الشهرين و السنة و السنتين ، و حينما وافته المنية وا قفاُ يصلي في المحراب ظل بعدها متماسكاً و هو متكئ بجسده الطاهر على عصاه هكذا،إلى أن قضت حكمة ربك بأن وضع سره في أضعف خلقه، فسخر دابة من الأرض و هي الأرضة (ما يعرف بحشرة النمل الأبيض) لتأتي و تجعل تنخر في العصا حتى أتت عليها ثم سقط..حينها أدركت الجن مدى قلة حيلتهم و قد كانوا يتباهون على االأنس بعلمهم بأشياء من الغيب ، لكنهم ظلوا يعملون له أعمالهم الشاقة كما لو كان حياً ، و ينظرون إليه و هم يخشون بأسه ، و لا ينكرون احتباسه عن الخروج إلى الناس لطول قيامه في الصلاة، فمكثوا يدأبون له بعد موته حيناً من الدهر حتى أكلت الأرضة عصا سليمان ، فخر ليعلموا بموته.{ فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين}
لعل الشيء بضده يذكر عندما ننظر إلى حالنا مع حكامنا سواء منهم من سقط حتى الآن أم من ينتظر؛ و ذلك من وجه شبه واحد فقط، ألا و هو الخوف في غير محله..فلو أخذنا علي سبيل المثال لا الحصر طاغية مصر المخلوع(أول المبشرين بجدة) و الذي ما إن سقط حتى صار عرشه أثراً بعد عين و تحول إلى بقايا إنسان ليتم نقله مباشرة من قصره المنيف إلى غرفة للعناية فائقة التركيز في شرم الشيخ و هو يعاني فوق السرطان من شلل من النوع الرعاشي و نوبات من الحساسية وا لهرش الهستيري تنتابه كلما فتح عينه ليجد على رأسه جمهرة من بلاطجة العسس والمخبرين يقفون على رأسه و هم يفتحون محاضر للتحقيق في ملفات لا أول لها و لا آخر. فيا لبعد المشرقين بين البارحة و اليوم..{ وتلك الأيام نداولها بين الناس}. و لعل أول الغيث لرحيله أن يجد أصدقاؤه الصهاينة نفسهم في ورطة حقيقية و قد انقطع شريان الغاز الذي يتدفق نحوهم بثمن بخس دراهم معدودة لا تسمن و لا تغني من جوع بينما قيض لنا من يصل ما انقطع بين حماس و فتح.. و فتحت المعابر على مصاريعها الثمانية بين شطري وطن يفترض أن يكون واحداً.[/color]