خطباء المساجد والنأي عن قضايا القرية الملحة

خطباء المساجد والنأي عن قضايا القرية الملحة

أولا نحمد الله أن سخر لنا التقنية الحديثة في مجال الاتصالات التي سهلت من عملية التواصل وبالتالي طوت المسافات مهما بعدت ، وثانيا، آسف للتأخير في المساهمة في هذا المنتدى الجميل الذي أعتبره بادرة خير لجمع الصف وتوحيد الآراء وبلورة الأفكار المستنيرة الجادة بين أبناء القرية، المتعلمين منهم بصفة خاصة.
أستهل مشاركاتي هذه ، والتي آمل أن تتواصل، بطرح موضوع في اعتقادي من مواضيع الساعة الملحة في الوقت الراهن، ألا وهو دور المسجد في تناول قضايا وهموم مجتمع العريباب المحلي، فالملاحظ لدور خطباء المساجد في القرية وخاصة خطب الجمعة، يجد أنها لا تتناول القضية المحلية الملحة التي تهم مجتمع القرية، بقدر ما هي مسخرة لتناول المواضيع السياسية التي تهم الحكومة في المقام الأول، مع العلم أن جميع المساجد في القرية قام ببنائها المواطنون من حر مالهم وليس للحكومة أي أن كانت أي دور في تشييدها ولو بوضع طوية واحدة في صرحها، مع هذا فهي مسخرة للترويج للحكومة وطرح مشاكلها وحشد التأييد لها، فمثلا خلال إجازتي التي قضيتها في السودان في الصيف المنصرم، لاحظت أن جميع خطب الجمعة في مساجد القرية تتحدث عن أوكامبو والمحكمة الجنائية الدولية واستهداف السودان وغيرها من المشاكل التي تهم السودان كدولة وليس مجتمع العريباب المحلي بصفة مباشرة، ورغم أهمية الموضوع، لكن أرى أن المساجد بعيدة كل البعد عن طرق المشاكل المباشرة في القرية، مثل قضية نزع أراضي البلدات من الأهالي دون تحديد ماهية حقوق الملاك ودون أي رؤيا واضحة بالنسبة للمواطن صاحب الملك ماذا سيكون مصيره، فمرة يقولون إنها نزعت لصالح مستثمر خليجي بغرض الاستزراع ، ومرة يقولون سكنا سياحيا، والمواطن صاحب الأرض في حيرة من أمره، حيث أخذ حقه بليل بهيم ولم يدر إلى من يلجأ ما دام أن من ينزع هو الحاكم بأمره وراعي القانون الأول في الولاية، وفي ظل هذه الأوضاع لم أر طوال فترة وجودي في القرية أي خطيب مسجد قد تناول هذه القضية بهدف الوصول لرأي موحد حول كيفية حصول الناس على التعويضات المجزية إن كان لابد من نزعها، فكل خطيب لا يود الطرق على هذه المواضيع الحساسة، لا أدر ما السبب هل الخوف على الوظيفة أم أن الإمام جزء من النظام يقول ما تراه الحكومة دون اعتبار لأي حق انتزع أو مواطن ظلم؟؟؟. فإن كان المسجد الذي بناه الناس من حر مالهم لا يناقش قضاياهم الملحة، فماذا يكون دوره هل هو الصلاة فقط وهل دور المساجد في الإسلام هو الصلاة فقط وحشد التأييد للحكام كيف ما اتفق، أم هي أيضا جعلت كي تكون مؤسسة ومنبرا يناقش فيها المصلون مشاكل المسلمين !!

ولأهمية هذا الموضوع رأيت أن أطرحه من خلال هذا المنبر لتبصير الناس بقضاياهم والوصول لرأي موحد حول المشاكل التي تواجه المجتمع المحلي في القرية، ومن ثم الخروج برأي يتفق عليه الجميع أو الأغلبية حول أي موضوع ملح وليس بالضرورة موضوع البلدات فقط، ولقد طرحته هنا كمثال ليس إلا ، وهذا لعمري أهم دور يمكن أن يلعبه المنتدى، خاصة وأن المشتركين فيه هم من الطبقة المستنيرة في القرية.

وإلى اللقاء في موضوع حيوي آخر .

والسلام،،

شكرا جزيلا الاخ معاذ على اثاره مواضيع حيويه هى بكل تاكيد من صميم عمل مثل هذه المنتديات التى من شانها مناقشه مثل تلك المواضيع التى ترتبط ارتباطا وثيقا بقضايا وهموم المواطن البسيط فى القريه.
أولا أوكد رأى الاخ معاذ فى أن المسجد هو مؤسسه اسلاميه متكامله قصد منها الشارع ان تكون مكانا جامعا(كما يطلق عليها أحيانا-الجامع-) لى أداء شعيره أساسيه فى الاسلام هى الصلاه فى جماعه تكون نواه للوحده الاسلاميه المنشوده كمقصد أخير لكل الشرائع السماويه,بجانب تداول القضايا الحياتيه التى تهم المجموع الكلى لشاغلى المسجد فى المجتمع المحلى ومن ثم التدرج فى القضايا حتى تحيط بالمجتمع الكلى,كما فعل الرسول (ص) حينما وطأت قدماه أرض المدينه قام بتأسيس المسجد كخطوه اولى فى تأليف المهاجرين والانصار ومن ثم مناقشه كل الامور المتعلقه بالمجتمع الجديد من التاخى بينهم وتوزيع الثروات المتاحه انذاك بين الانصار والمهاجرين بالاضافه الى أستقبال الوفود ونشر الدعوه,هذا باختصار دور المسجد.
نعود الى الموضوع الرئيسى وهو دور الخطباء فى القريه وقضاياها الملحه وانا أيضا أويد الاخ معاذ فى ماذهب اليه من رأى بان الاولويه فى طرح القضايا لما يمس المواطن الاول المستفيد من الخطبه التى تلقى على مسامعه,وتبصيره بكل حيثياتها وجوانبها الدينيه والاجتماعيه والسياسيه وقتلها بحثا ونقاشا وايجاد الدعم من الخطباء والكوادر السياسيه المسيره للجان الشعبيه وبذلك يكون هناك راى موحد من كل أهالى القريه تجاه قضاياهم الصيريه مثل موضوع الاراضى المنتزعه من ملاكها دون وجه حق ودون تعويض مجزى أو حتى الجلوس مع الملاك للتفاكر او النقاش.
ودور كل ابناء القريه تناول هذا الموضوع الحيوى بشى من الجديه والحسم.
ودمتم
عباس

الأخوة في المنتدي
السلام عليلكم ورحمة الله وبركاتة
في الحقيقة الأخ معاذ طرح موضوع غاية في الأهمية نقدم له الشكر علي ذلك .
وأتمني من الجميع المشاركة في تبصير أهالي القرية حيث أن الغالبية منهم لايعرفون أدني حقوقهم وذلك بتكاتف الجميع ،الأخوة في القرية والذين خارج الحدود ( دول المهجر).
كما يقول الشاعر:
وللاوطان في دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق


أخوكم
مامون عمر