في نهار غائظ سموم وكتاحه ، تشاجر الاطفال بعيدا عن رقابه الاهل ، أختلفوا حول (البلي وحجاره البطاريه والضراب الحديدي) علت الاصوات أولاً ثم تتطور الأمر لاشتباك بالايدي والارجل وتمزيق للعراريق الباليه. الاهل يغطون في نوم عميق في الرواكيب بعد فطور بائس لا يوازي مجهود (الضحوه) ولايسند (الضهريه) النساء يجتهدن في توفير وجبه الغداء (تلاقيط) طالما قام الزوج بتوفير (المؤنه) بالمخزن.
خيم علي القريه صمت رهيب لم يقطعه سوي تقاذف الاطفال بالعبارات النابئه وسؤال فلكي يدور في الاذهان واجابه آمله( نعم لن يدوم هذا الحال) . البشتنه فينا كائن يمشي علي ساقين .. التأقيت حالنا والأمل في الغائبين .. ما بال الغائبين تغير حالهم .. فالجيلي غاب عن القريه أربعه شهور عاملا بأفران المدينه وعاد بجهاز موبايل وبنطلون جينز ولم يصلح حال الاسره بشيء .. اما أخاه الاكبر بالسعوديه فتعب من كثره المرسال (للاب والام والاخ والخاله والعمه والحبوبه ..... وصار أضحوكه لغربته الطويله والرصيد الخالي
الطفل الزين ود موسي صاحب ميول إجراميه ونزعه تملكيه غابت عنه عين الرقيب في زخم الحياه فصار مصدرا للازعاج ومعبرا للخلاف بين الاهل ، والده ساخط ومسخوط لا يعجبه الحال ولا يسعي للتغير .... آه يابلد
في ذلك النهار الغائظ قام شقي الحال الزين ودموسي بفلق الطاهر ودابراهيم كان والد الزين مستلقيا علي ظهره في الراكوبه علي عنقريب (القد) متجردا من الثياب الا من خرقه صغيره تستر عورته سمع ضجيج الاطفال في الخارج وفجأه أقتحمت عليه والده الطاهر المفلوق الركوبه :
# أنت نائم هنا ما جايب للدنيا خبر
: الحصل شنو يا وليه
# قوم شوف ولدك (فلق) ولدي الطاهر
: معليش حصل خير ما بكررها تاني
# معليش بس؟ يعني ما بتدقو
هنا تنفس والد الزين وتنهد .. أدقوا ليه؟ أنا وديتو الحضانه؟ مشي الروضه؟ قريتو في القبس؟ حصل جبيت ليهو بتزا ولاتفاح؟ ياوليه مش كويس أنو ما دقاني هو ذاتو.
__________________
علمتني طعم الالم.. وتركتني جرحا علي طول المسافه.. بين خدك والندم