يمكن توجيه الاتهامات للحكام استنادا إلى جنسياتهم وانتماءاتهم. لقد اعتاد الحكم الإفريقي والعربي تلقي الانتقادات لأن الإعلام يصنف الحكام في نفس تصنيف الفيفا للدول التي ينتمي إليها هؤلاء الحكام.
في المباراة التي جمعت المنتخب السلوفيني ضد منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، دار جدل حول تحكيم الحكم المالي كوليبالي، وخاصة حين رفض هدفا سجله اللاعب موريس في الدقائق الأخيرة من المباراة، لكن في اعتقادي فالسلطة التقديرية للحكم هي التي دفعته إلى اتخاذ قرار جريء، ولعل الجميع لاحظ كيف تقبل اللاعبون الأمريكيون القرار، لأن التدافع الذي حصل في مربع العمليات كان الحكم أقرب الناس إليه.
الجميع اعتقد بعد تسجيل السلوفانيين هدفين، أن مأمورية الحكم المالي ستكون سهلة؛ إلا أن الشوط الثاني جاء مثيرا بفعل السجال القوي داخل رقعة الملعب مما تطلب من الحكم لياقة بدنية عالية.
لقد علّق بوب برادلي -مدرب منتخب الولايات المتحدة الأمريكية- على الهدف المرفوض بالقول: "ربما يكون قد صدر من لاعبي احتكاك غير مشروع". لاحظوا الاحترافية.
لا بأس هنا من الإشادة برضوان عاشق الحكم المغربي المساعد، وممثل التحكيم المغربي في نهائيات كأس العالم، فقد كانت كل قراراته صائبة رغم قوة المواجهة بين الأمريكان والسلوفاك.
أما قرارات الحكم الإسباني ألبرتو أونديانو فاعتبرها المتتبعون متسرعة، وخاصة حين أشهر البطاقة الصفراء الثانية في حق كلوزه، مما منعه من إتمام المباراة، وبعدها مباشرة تلقى الألمان هدفا من الصرب.
لكن مهما قيل عن تسرع الحكم الإسباني وتعامله بالبطاقات الملونة التي ضربت رقما قياسيا على مستوى مباريات المونديال؛ إلا أنه لا يجب أن نحمله مسؤولية خسارة الألمان، فقد أهدر المهاجم الألماني بودولسكي ضربة جزاء في الشوط الثاني كانت ستغير مجرى المباراة، الحكم بشر قد يخطئ لأنه مطالب بإصدار قرار حاسم ومؤثر في أقل من ثانية وبعدها يحاكمه الناس بعد أن يشاهدوا اللقطة ذاتها مرارا وبالعرض البطيء، لهذه الاعتبارات يحرص الاتحاد الدولي لكرة القدم على الاحتفاظ بنتائج المباريات المسجلة على أرض الميدان، حتى ولو تبث خطأ الحكم.
لا بد من الإشادة بالحكم الأوزبكي إيرماتوف الذي قاد مباراة قوية بين المنتخبين الإنجليزي والجزائري، ففي أحيان كثيرة كنا ننسى وجود حكم زنلغيه من مفكرتنا، وهو دليل على حسن أداء الحكم، وما شجعه على حسن إدارة المواجهة عدم لجوء لاعبي المنتخبين إلى الاحتجاج، وهذا مؤشر إيجابي.
لا بأس من الإشادة بالحكم السعودي الذي كرس الحضور العربي في المونديال، أتمنى أن يفرض التحكيم العربي والإفريقي مكانته، حتى نعيد إنجاز نهائي كأس العالم عام 1998 حين قاد المرحوم سعيد بلقولة مباراة الختم بين فرنسا والبرازيل، وخرج متألقا بنفس توهج المتوجين الفرنسيين.