الخروف ..بطل رسوم متحركة!!
بالأمس استضاف التلفزيون القومي الدكتور ياسر عبد الرحمن/ رئيس جمعية حماية المستهلك وهي طوعية مغولبة على أمرها تعنى في مثل هذه الأيام و تنشط نشاط من يؤذن في مالطة ، و في ظروف بالغة القساوة من أجل حفظ ماء وجه المعسرين أمام صغارهم وهم معنيون بشيء واحد فقط ألا و هي عضة العيد و ليسوا معنين بظروف جعلت تحول دونها سواء أن تعود لتعذر وصول البطل وصول في موعده أو عدمه أصلاً، أو يتعود لثقل حمالة استقباله على جيوب معطم من كفوا عن حلق شعره و تقليم أظفاره إلى يوم النحر. وأما تعذر وصول الذبائح فله حيثيات و مبررات غنية عن الشرح والتلفيق و ليس للمستهلك و لا لمربي الماشية ناقة فيها ولا جمل، ناهيك عن نعجة أو حمل. حيث تبدأ معاناة الذبيح من لحظه عزله عن قطيعه حيث تفرض عليه رسوم متحركة و قيم مضافة لسعره لا إحصاء لها و لا عد سمها ما شئت: إن قلت: أتاوات أو زكوات و قبانات أو جمارك أو دمغات شهيد أو دمعات غريق أو زوادات مجاهد ، إلخ فكل ه جائز؛ حيث إن القاسم المشترك الأعظم بينها جميعها أنها متحركة فلا قرار لها و لا ثبات على حال ، لا من حيث قيمتها ولا من حيث أماكن تحصيلها، أي بمعنى أن لها قيم متفاوتة تخضع لمزاجية العاملين عليها ، ثم إنها متحركة عبر محطات رحلة شاقة و شاسعة يتعين طيها من المزرعة و إلى المائدة. معنى هذا أنه بات في حكم المؤكد نجاة خروف الضحية بجلده من الذبح على الأقل هذا العام بطبيعة الحال (كل عام ترذلون) ، بينما سقط المضحون ضحايا وفداء له ، على أيدي شبكة من عصابات السبابة و السماسرة الوقافين و متلقي الركبان و الجباة المنتشرين على امتداد الكم وكم دشليون ميل مربع